الأحد، 14 ديسمبر 2014

الآيات الدالة على التعلم والتعليم في القران الكريم






الآيات الدالة على التعلم والتعليم في القرآن الكريم


إعداد الطالب : محمد بن الحسن الشمراني




 
الفصل الأول : مدخل الدراسة :

مقدمة البحث :

الإسلام دين العلم ، يظهر ذلك ويتضح لنا من الوحي القرآني الذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فأول ما نزل من القرآن قول الله تعالى : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق ! خلق الإنسان من علق ! اقرأ وربك الأكرم ! الذي علم بالقلم ! علم الإنسان مالم يعلم ! )) العلق : 1-5  .
كما عمل الإسلام على تغذية ميل الإنسان الفطري للمعرفة وحب الاستطلاع ، واستخدام جميع الوسائل الممكنة ليبلغ بهذا الميل إلى حب العلم بل والشغف به ، والتلهف المستمر للمعرفة الشاملة لما في الوجود من حقائق وسنن مادية .
لذلك إن متابعة المعرفة تكشف للإنسان مجالات جديدة لأنواع من التعليم والتقدم التقني والحضاري ، وعليه حمل الإسلام للبشرية رسالة العلم ، فحث على التعلم والتعليم ومجد العلماء والمتعلمين وأعلى شأنهم .



أهمية البحث :

تكمن أهمية البحث في الدلالة على أهمية التعلم والتعليم ، وأنهما  سببان للوصول بالإنسان إلى أعلى دراجات العلم الذي حث عليه الإسلام  وفضل صاحبه على غيره من الناس ، والدليل على ذلك قول الله تعالى : (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) الزمر : 9 .
والاستدلال على أهمية التعلم والتعليم بآيات القرآن الكريم  لهو خير دليل على عظم الموضوع وأهميته .


أهداف البحث :

1-             التعريف بمفهوم التعلم والتعليم .
2-             ذكر الآيات الدالة على التعلم والتعليم ، والوقوف على تفسيرها .
3-             الترغيب في التعلم والتعليم من خلال معرفة الآيات الدالة على ذلك .
4-             ذكر بعض المواقف القرآنية الدالة على التعلم والتعليم .



تساؤلات البحث :    

س :  ما المراد بالتعلم والتعليم ؟
س : ما الآيات الدالة على التعلم والتعليم ؟
س : هل رغب القرآن الكريم في التعلم والتعليم ؟
س : هل هناك مواقف ذكرت في القرآن الكريم تدل على التعلم والتعليم ؟       

  

تعريف المصطلحات :  

الآيات : جمع آية  ، والآيةُ بمعنى : العلاَمَةُ والأمَارة .
آية من القرآن : جملة أو جمل ، وحدة قرآنية منفصلة عمّا قبلها وبعدها بعلامة .
التعليم لغة: هو مصدر للفعل «علّم»، وعلّمه تعليماً بمعنى جعله يعلَم، وعَلِم الشيء أي عرفه وتيقنه.
التعلم: هو أي تغيير في السلوك ناتج عن استثارة. ( جيلفورد) .
التعليم : التعليم هو العمليّة المنظّمة الّتي تمارس من قبل المعلّم؛ بهدف نقل المعارف المهاراتيّة إلى الطلبة ، وتنمية اتّجاهاتهم نحوها، ويعدّ التعلّم هو النّاتج الحقيقي لعمليّة التّعليم.



الدراسات السابقة :   

الدراسة الأولى : العلم والتعلم في القرآن الكريم .
المؤلف : د / جواهر أحمد صديق قناديلي .
قسمت المؤلفة بحثها إلى خمسة فصول تحدثت فيها عن العلم والتعلم في القرآن ، وهي :
1-             العلم والتعلم في الإسلام .
2-             مجالات العلم .
3-             آداب طلب العلم .
4-             تكريم العلم وأهله .
5-             العلم النظري والعلم العملي .



الدراسة الثانية : التعليم والتعلم في القرآن الكريم .
المؤلف : د/ حامد عبده الهوال .
قسم المؤلف بحثه إلى جزأين :
الجزء الأول تحدث فيه عن ثلاثة أمور :
أ - التعليم / ب - التعلم /  جـ - التعلم والتعليم في الفكر الإسلامي .
الجزء الثاني تحدث فيه أيضاً عن ثلاثة أمور :
أ – القرآن الكريم / ب – عناصر التربية في القرآن / جـ - دروس مستفادة من بعض المواقف التعليمية .









الفصل الثاني : التعلم والتعليم :

المبحث الأول : مفهوم التعلم والتعليم :

لما كان الإنسان بطبيعته ميالاً إلى تحقيق التوازن الداخلي ذلك لضمان راحته وسعادته ، فقد وجد نفسه مدفوعاً إلى تعلم أنماط من السلوك ، حتى يستطيع الاندماج في المجتمع ، والتفاعل مع البيئة ، بهدف معرفة واكتساب خبرات توصله إلى الحقيقة لمواجهة المستقبل والمواقف الجديدة ، ذلك عن طريق تعلم كيفية التعامل معها وتنمية المفاهيم التي تساعده في استمرار تعامله معها .

يعرف هربرت كلوزميير التعلم بأنه تغيير في السلوك الذي ينتج عن التجربة أو بعض أنواع النشاط ، أو التدريب أو ما شابه ذلك .

في حين أن التعليم هو نقل المعلومات والحقائق من المعلم إلى المتعلم – بمعنى الثقافة الذهنية واستيعاب الحقائق المجردة ، إذ ليس كل متعلم يمكنه أن يكيف سلوكه وفق ما تعلمه من فنون وآداب وأخلاق ، عندها يكون التعلم مجرد علم واكتساب معرفة ، في حين أن التعليم المقصود المستهدف يعني تربية سلوكية تمثل صفات المتعلم الخلقية والأدبية ، ويقصد بها تهذيب السلوك وتزكية النفس ، وتحسين الأخلاق كما في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم .



المبحث الثاني : مادة ( علم ) في القرآن الكريم :
من خلال استعراضنا السريع لآيات القرآن الكريم ، نلاحظ أن لفظ علم بمشتقاته ورد حوالي ( 893 ) مره في مواضع مختلفة من سور القرآن الكريم ، في حين أ، لفظ العلم والتعلم فقط ورد حوالي ( 393 ) مرة .

من العرض السابق نستدل على العناية الإلهية الفائقة بالعلم والتعلم ، والاهتمام بالمشتغلين به من علماء وطلبة علم .

ليس هذا فقط بل بشيء من التدبر في كثير من الآيات التي تخلو من كلمة العلم غير أن محتوى الآية يدل على الحض على التعلم وفضل العلم والدعوة إلى البحث والتفكير الناقد ، وذلك لإمكانية دراسة ما في الكون من مظاهر بشرية وطبيعية .
كقول الله تعالى : ((  أفلم يروا إلى ما بين أيديهم من السماء والأرض )) سبأ : 9 .
وقول الله تعالى : (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ))   فصلت : 53 .
فالتربية الإسلامية تمتاز في واقع الأمر  بطبيعة خاصة متكاملة في الحصول على المعرفة واكتساب الخبرات وتنميتها .



الفصل الثالث : الآيات الدالة على التعلم والتعليم : 

عندما نزل الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانت أول آية نزلت عليه هي قول الله تعالى : (({اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق(1) خلَقَ الإنسانَ من علَق(2) اقرأ وربُّكَ الأكرم(3) الَّذي علَّمَ بالقلَم(4) علَّم الإنسانَ ما لم يعلم(5)} ))  العلق .
هذه الآيات هي أوَّل ما نزل من القرآن الكريم على رسول الله محمَّد صلى الله عليه وسلم ، والملفت للانتباه أنها تأمره أوَّل ما تأمره بالقراءة.
فماذا يعني أن تضمَّ الآيات الخمس الأولى ستَّ عبارات تتعلق بالقراءة والكتابة، والعلم والتعليم؟
إن هذه الآيات تشكِّل افتتاحيَّة وحي السماء، وهذا يعني أن أهمَّ ما جاء الإسلام لتحقيقه هو نشر العلم بكلِّ فروعه.
وأوَّل أمر إلهي للإنسان الغارق في بحار الجهل والجاهلية، حمله إليه النبيُّ الأميُّ الكريم؛ {اقرأ} بكلِّ ما في هذه الكلمة من إيحاء إلى طَرْقِ أبواب العلم والمعرفة، ثمَّ أُتبعت هذه الدعوة إلى القراءة، بدعوة إلى أختها، وهي الكتابة بالقلم {الَّذي علَّمَ بالقلم} تنبيهاً وإشارة إلى أن حضارة الإسلام لن تُبنى إلا بالعلم، وعماد العلم البشري القراءة والكتابة.

والقراءة يجب أن تبدأ باسم الله، وكذلك كلُّ أمر، وكلُّ حركة، وكلُّ خطوة، وكلُّ عمل؛ فباسم الله نبدأ، وباسم الله نسير، وإلى الله نتَّجه وإليه تصير الأمور. فالقراءة عن الله وبالله هي العلم الحقيقي، وهي مفتاح ازدهار الحضارة الإيمانية، الحضارة الَّتي أثَّرت في الحضارات كلِّها، وأمدَّتها بجوهر العلوم ومفاتيح السعادة.

والله هو الَّذي خلق، وهو الَّذي علَّم، فمنه البدء والنشأة، ومنه التعليم والمعرفة. ونبدأ من صفات الله بالصفة الَّتي بها الخلق والبدء، فهو خالق الإنسان من تلك النطفة العالقة بالرحم، من ذلك المنشأ الصغير المهين التكوين، فتدلُّ على كرم الخالق فوق ما تدلُّ على قدرته، فمن كرمه رفع هذا العلق، إلى درجة الإنسان، الَّذي يُعلَّم فيتعلَّم. وهنا تبرز حقيقة التعليم، تعليم الربِّ للإنسان بالقلم، لأن القلم كان وما يزال أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة الإنسان، ولم تكن هذه الحقيقة إذ ذاك بهذا الوضوح الَّذي نلمسه الآن، ونعرفه في حياتنا المعاصرة، ولكنَّ الله سبحانه يعلم أهميَّة القلم، فيتَّخذ منه رمزاً في أوَّل سورة من سور القرآن الكريم نزولاً، هذا مع أن الرسول الَّذي حمل هذه الرسالة، لم يكن كاتباً بالقلم، وما كان محمَّد صلى الله عليه وسلم ليبرز هذه الحقيقة منذ اللحظة الأولى، لوكان هو الَّذي يبتدع هذا القرآن، إلا أن الأمر كان وحياً جاءه برسالة سماوية صادرة من عند الله، فمنه يستمدُّ الإنسان كلَّ ما علم، وكلَّ ما يعلم من أسرار هذا الوجود، وأسرار نفسه، فالوحي من هناك، من ذلك المصدر العلوي المقدَّس الفريد.

فتبارك الله الأكرم، الَّذي علَّم الإنسان ما لم يعلم، فشرَّفه بالعلم على كثير ممَّن خلق، ورفعه به مقاماً عليّاً حين قال: {..يرفعِ الله الَّذين آمنوا منكم والَّذين أوتوا العِلمَ درجاتٍ..} (58 المجادلة آية 11). ومن الجدير بالذكر هنا أنه ليس المقصود بالعلم مجرَّدَ تحصيل العلوم الشرعية، وما يتصل بها، كما يفهم بعض الناس خطأً، بل هو مطلق العلم النافع في الدنيا والآخرة، والَّذي يهدي أهله لمعرفة قوانين الله تعالى فيما خلق وأوجد في هذا الكون، وتسخير ذلك لخدمة الإنسان ورفاهيَّته، ومن ثمَّ لتحضير المجتمع والسعي لرقيِّه وتمدُّنه. وهنالك أدلَّة كثيرة في كتاب الله تؤيِّد هذه الحقيقة وتدعمها، منها قوله تعالى: {إنَّ في خلْقِ السَّمواتِ والأرضِ واختلافِ اللَّيلِ والنَّهارِ لآياتٍ لأولي الألباب * الَّذين يَذْكُرونَ الله قياماً وقعوداً وعلى جُنوبهم ويتفَكَّرونَ في خلْقِ السَّـمواتِ والأرضِ ربَّـنـا مـا خـلَقْت هذا باطلاً سـبحانَك فَقِنَا عذابَ النَّار} (3 آل عمران آية 190ـ191)، وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله بعد أن تلا هذه الآية: «ويلٌ لمن لاكها بين لَحْيَيْهِ فلم يتفكَّر فيها» (أخرجه عبد بن حميد وابن حاتم وابن حبان في صحيحه عن عطاء رضي الله عنه ).

ففي هذه الآية إيحاءٌ من الله تعالى، لكي ينمِّي المسلم قواه العقلية، بدراسة علم الفلك وطبقات الأرض، والجبال والأنهار، ومن ثمَّ تسخير هذه القوى الكبيرة لخدمة الإنسان، فكلُّ ما نراه من حضارة راقية، ومدنيَّة زاهرة، هي من نتاج العقل المفكِّر. والإسلام حين دعا إلى التفكُّر وحثَّ عليه، إنما أراد ذلك لتنمية نطاق العقل وتوسيع مداركه، فدعا إلى النظر فيما خلق الله، في السموات والأرض، وفي الإنسان نفسه، وفي الجماعات البشرية، لأن وظيفة العقل هي التأمُّل والتفكير ومن ثمَّ الإبداع، فإذا بطل عمل العقل توقَّف تطوُّر الحياة وتجمَّد. وقد أراد الإسلام للإنسان أن ينهض من سُباته، فعدَّ التفكير والتعلُّم من جوهر العبادة، وحارب التقليد الأعمى، الَّذي يمنع العقل من الانطلاق والبحث، ويقف به عند حدود القديم المألوف، قال تعالى: {..إنَّا وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ وإنَّا على آثارِهم مُقتَدون * قال أَوَلو جِئْتُكُم بأهدى مِمَّا وَجَدْتُم عليه آباءكُم قالوا إنَّا بما أُرسِـلْتم بـه كـافرون * فـانتقمنا مِنْهُم فانْـظُر كيـف كـان عـاقِبةُ المكـذِّبـين} (43 الزخرف آية 23-25). ولولا يقظة العقل وتوجيه الله تعالى له، لما اهتدت البشرية إلى قوانين الحياة، وعِلل الوجود وسنن الله في الكون، ولبقيت كما خُلقت دون تطوُّر، ولكن العقل المستنير بنور العلم استطاع أن يستخرج من الأرض كنوزها، وأن يستنبت خيراتها، ويقرِّب المسافات البعيدة، ويكتشف القوانين في البرِّ والبحر والجو، لينفِّذ بذلك المهمَّة الَّتي كلَّفه الله بها، واستخلفه في الأرض من أجلها.

إن هذه الآيات في أوَّل سورة العلق، وفي غيرها من سور القرآن، تعكس موقف الإسلام من العلم، وإن الباحث يرى أن هذا الموقف مع دلالته الَّتي لا حدود لها، على موقف الإسلام من العلم والمعرفة، والتعليم ومحو الأميَّة بكلِّ أشكالها، فإنه قد دُعِّمَ في القرآن الكريم بمواقف أخرى وآيات تتلى؛ تَقْرَع سمع البشريَّة ليل نهار، كي تهجر الجهل والجهلاء والجاهليَّة، وتُقبل على العلم والعلماء والتعلم والتعليم، فهناك سورة من سور القرآن تدعى بسورة القلم، حيث أقسم الله تعالى في هذه السورة، بالدَّواة والقلم، وما يُسَطِّرُ العلماء بالقلم والحبر من العلوم والمعارف، فقال تعالى: {ن والقلمِ وما يَسْطُرون} (68 القلم آية 1). لقد أقسم الله تعالى بِنُون، والنون هي الدَّواة وعاء الحبر، وأقسم بالقلم وأقسم بما يسطرون، كلُّ ذلك من أجل لفت الأنظار إلى أهميَّة ما أقسم به، وحثِّ المسلمين على العناية بالقراءة والكتابة، وأدوات العلم والمعرفة، لتحصيل المعارف، والتخلِّي عن الجهل والجاهليَّة وجعلها من مخلَّفات الماضي.

كما أن كتاب الله صرَّح في آيات كثيرة، بلزوم العناية بالعلم، وعلى رأسها أَمْرُ الرسـول صلى الله عليه وسلم ، ومن ورائه أُمَّتُه، بأن يدعو ربَّه طالباً منه أن يزيده من العلم، فقال تعالى: {..وقل ربِّ زدني علماً} (20 طه آية 114).

كما نوَّه بقدر العلم والعلماء، فقال سبحانه: {أَمَّنْ هو قانتٌ آناءَ اللَّيلِ ساجداً وقائماً يَحذَرُ الآخرةَ ويَرجو رحمةَ ربِّهِ قلْ هل يستوي الَّذين يعلمونَ والَّذين لا يعلمونَ إنَّما يَتَذكَّرُ أولوا الألباب} (39 الزمر آية 9).

وجَعَلَ العلم وزيادة المعرفة سبباً من أسباب زرع مخافة الله وخشيته في النفوس، فقال تعالى: {ألم تَرَ أنَّ الله أنزلَ من السَّماء ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مُخْتلفاً ألوانُها ومن الجبالِ جُدَدٌ بيضٌ وحمرٌ مختلفٌ ألوانُها وغرابيبُ سُودٌ * ومن النَّاسِ والدَّوابِّ والأنعامِ مُختلفٌ ألوانُهُ كذلك إنَّما يَخشى الله من عبادهِ العلماءُ إنَّ الله عزيزٌ غفور} (35 فاطر آية 27ـ28). (الجُدَدُ: هي الطرق المختلفة الألوان، والغرابيب: هي صخور متناهية السَّواد كالغربان)؛ فقد لفت الله الأنظار إلى عظمته في إنزال المطر من السماء، وكيف جعله سبباً لنموِّ النباتات والأشجار، وما تجود به من ثمار، وكيف خلق من الجبال صخوراً بيضاءَ وحمراءَ مختلفة الألوان، وسوداءَ قاتمة السَّواد، وخلق من الناس أجناساً، ومن الدوابِّ والأنعام أصنافاً، ثمَّ أَتْبع ذلك بقوله: إنما يخشـى الله مِنْ عِبـَادِهِ العلمـاءُ، أي الَّذين اطَّلعـوا ـ دراســة وتمحيصاً ـ على بديع خلقه ودقيق صنعه، أحقُّ وأحرى من غيرهم، بأن تنغرس في نفوسهم خشيةُ الله، وتملأ قلوبهم محبَّة الله ومهابته سبحانه.

فانظر كيف يوازن كتاب الله تعالى بين من يعلمون ومن لا يعلمون، ويصرِّح بأنه لا وجه للمقارنة بينهم، فهم لا يستوون مع بعضهم لا في الدنيا ولا في الدار الآخرة، ففي الدنيا؛ هم أهل الحَلِّ والعقد، وهم أصحاب الرأي والمشورة والدعوة إلى الحقِّ، والوقوف في وجه الجهل والجاهلية والخرافات والأوهام، وفي الدار الآخرة؛ لهم الدرجات العالية في أعلى الجنان.

ولقد كثرت آيات القرآن الكريم الَّتي توقظ العقل وجميع الحواسِّ والمشاعر، كي تتفتَّح وتعمل، ومن ثمَّ تتوصَّل إلى معرفة الله سبحانه، فلا يكاد القرآن الكريم يذكر بديع صنع الله، ولا يسرد جانباً من عظمة الكون، ودِقَّة صنعه وشدَّة إحكامه، وخضوعه لنظام عامٍّ يحكمه، لا يذكر القرآن شيئاً من ذلك وما أشبهه، إلا وَيُتْبِعُ هذا الذكر بقوله تعالى: {أفلا تذكَّرون} {أفلا تعقلون} {أفلا تبصرون} {أفلا تتفكَّرون} وأمثال هذه التعابير، الَّتي تُعتَبر يداً رحيمة لطيفة ناعمة، تلامس أحاسيس الإنسان النائم أو السادر عنها، لأن يستيقظ ويرى آثار صنع الله وإبداعه، وكلُّ ذلك دعوة إلى العلم والتعلُّم والمعرفة، ونبذ للأوهام والأضاليل، ففي قوله تعالى: {وفي الأرضِ آياتٌ للموقنين * وفي أنفسِكم أفلا تُبْصرون} (51 الذاريات آية 20ـ21) دعوة صريحة إلى دراسةِ بديعِ صنعِ الله في الأرض، وفي جسم الإنسان ووظائف أعضائه، وفي قوله تعالى: {قلِ انظروا ماذا في السَّمواتِ والأرض..} (10 يونس آية 101) دعوةٌ إلى دراسة ماذا في السموات وماذا في الأرض، وهناك آيات وآيات في كتاب الله، منها ما يدعو إلى النظر إجمالاً كما في الآيات السابقة، ومنها ما يدعو إلى البحث والدراسة والتمحيص تفصيلاً، كما في قوله تعالى: {أفلا يَنظرونَ إلى الإبلِ كيف خُلقت * وإلى السَّماءِ كيف رُفعت * وإلى الجبالِ كيف نُصبت * وإلى الأرضِ كيف سُطحت * فَذَكِّر إنَّما أنت مُذَكِّر * لستَ عليهم بمُسَيْطر} (88 الغاشية آية 17ـ22). وقد أمرنا الله في هذه الآيات أن ننظر أوَّلا إلى الإبل، ثمَّ أتبعها بالسماء وهي مرتفعة كارتفاع هَامَةِ الإبل، ثمَّ أتبعها بالجبال الَّتي يشابه منظرها منظر سنام الإبل وتكوير ظهرها، ثمَّ ختمها بالأرض كيف سطحت، كما هي خفُّ الإبل مسطحة.
يتبين لنا مما سبق عظم قدر العلم ، فالخطاب القرآني ركز عليه وعظم قدره ، فالله سبحانه وتعالى وهب للإنسان وسائل التعلم ومنحه القدرات ووعده بالثواب ، كل ذلك دلالة على أهمية العلم وتعلمه وتعليمه .




الفصل الرابع : الترغيب في التعلم والتعليم :

لقد رغب ديننا الإسلامي في التعلم والتعليم وحث على طلب العلم والاستزادة منه ، بذكر منزلة العلم وأهله وعظم أجرهم في الدنيا و الآخرة .
قال تعالى : ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط﴾ (آل عمران 3: 18) .
فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلا .
ذكر الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية : ( هذا تقرير من الله تعالى للتوحيد بأعظم الطرق الموجبة له، وهي شهادته تعالى وشهادة خواص الخلق وهم الملائكة وأهل العلم ، وأن الله قرن شهادتهم – أهل العلم - بشهادته وشهادة ملائكته، وكفى بذلك فضلا) .
ففي هذه الآية دلالة على فضل أهل العلم ، وحث على التعلم والتعليم للوصول إلى هذه الدرجة من الفضل .

وقال الله تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾(المجادلة: 11 .
هذه الآية مقياس رباني يختلف عن مقاييس البشر ، فالبشر ترفع الغني وصاحب المنصب والجاه ، أما ربنا سبحانه وتعالى فله مقياس عادل ، في هذه الآية أحد المقاييس الإلاهية التي يتميز فيها الناس بعضهم عن بعض .
‏وقد قيل في تفسير هذه الآية : يرفع الله المؤمن العالم على المؤمن غير العالم . ورفعة الدرجات تدل على الفضل , إذ المراد به كثرة الثواب , وبها ترتفع الدرجات , ورفعتها تشمل المعنوية في الدنيا بعلو المنزلة وحسن الصيت , والحسية في الآخرة بعلو المنزلة في الجنة . وفي صحيح مسلم عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي - وكان عامل عمر على مكة - أنه لقيه بعسفان فقال له : من استخلفت ؟ فقال : استخلفت ابن أبزى مولى لنا . فقال عمر : استخلفت مولى ؟ قال : إنه قارئ لكتاب الله , عالم بالفرائض . فقال عمر : أما إن نبيكم قد قال " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " . وعن زيد بن أسلم في قوله تعالى ( نرفع درجات من نشاء ) قال بالعلم .

لقد بين الله سبحانه أن المتعلم لا يستوي مع غير المتعلم ، وأن العالم ليس كالجاهل ،
قال تعالى : (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) الزمر : 9 .
ففي هذه الآية دلالة على أهمية التعلم والتعليم ، وترغيب لنا في الاستزادة من العلم ، لكي نخرج من ظلمة الجهل إلى نور العلم .

وقال تعالى : (( إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )) فاطر : 28 .
قال سيد قطب في تفسيره لهذه الآية : ( والعلماء هم الذين يتدبرون هذا الكتاب العجيب، ومن ثم يعرفون الله معرفة حقيقية، يعرفون بآثار صنعته، ويدركون بآثار قدرته، ويستشعرون حقيقة عظمته برؤية حقيقة إبداعه، ومن ثم يخشونه حقا، ويتقونه حقا، ويعبدونه حقا، لا بالشعور الغامض الذي يجده القلب أمام روعة الكون) .

يتبين لنا مما سبق أن الله سبحانه وتعالى لم يذكر لنا في ما سبق من الآيات عن فضل العلم وأهله ، إلا ليبين لنا عظم هذا الأمر ويرغبنا في سلوك هذا الطريق ، طريق التعلم والتعليم ، لنرتقي ونسمو في دنيانا وآخرتنا .














الفصل الخامس : المواقف القرآنية الدالة على التعلم : 

وردت في القرآن الكريم الكثير من القصص والمواقف التي دلت على التعلم والتعليم ، وبينت لنا بعض الأساليب التعليمية التي قد نستفيد منها في حياتنا ، من هذه المواقف :

1- التعليم والتعلم بالقدوة الطيبة ، والموعظة الحسنة :
لقد علمنا القرآن الكريم من طرائق التعليم والتعلم وإعداد المتعلم القدوة الطيبة والصادقة في سلوك الأب ، والمعلم مع اتباع الموعظة الحسنة ، حيث يوجه المتعلم إلى السلوك القويم ، وتدعيم الحسن منه وتخلية المتعلم من السيء والمرفوض منه ، ويتضح هذا جلياً في أسلوب سيدنا لقمان – عليه السلام – مع ابنه وهو يربّيه قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ، وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ، يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ، يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } [لقمان : الآيات من 12 إلى 19] .
فهنا استخدم سيدنا لقمان الموعظة الحسنة ، والحكمة والقدوة الطيبة في التعليم والتعلم ، حيث بدأ يعلم ابنه التوحيد بعد أن علمه هو عقائدياً ومارسه عملياً { لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } وعلمه المعبود بحق هو القادر على كل شيء { إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } ، ثم أرشده إلى النشاط العملي المؤدي إلى ذلك { أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ... وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا .... وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ } ، ثم وضح له الدوافع إلى ذلك : { إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } ، { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } ، { إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } .

2- التعليم بالتجريب العملي:
أقر القرآن الكريم التجريب طريقة من طرائق التعلم القاطعة ، والتي لا شك بعدها ، وقد اتضح في موقف سيدنا إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [سورة البقرة : 260] .
وهذا قمة التعلم بالتجريب فسيدنا إبراهيم يود أن يطمئن عملياً ، إلى ما استيقن به نظرياً وعقلياً وقلبياً ، فطلب تجربة عملية ، فكانت تلك التجربة التي أخذ فيها أربعة من الطير وذبحهن بيديه ، بعد أن علمهن وعرفهن جيداً ، ثم مزقهن قطعاً ، ووضع بيديه على كل جبل منهن جزءاً ، ثم دعاهن فأتينه سعياً على هيئتهن قبل أن يمزقهن ويوزعهن على الجبال .


3- التعليم والتعلم بالعروض العملية :
العرض العملي ( هو النشاط الذي يقوم به المعلم أو المتعلم أو أي متخصص أو مجموعة من المتعلمين أو المتخصصين بقصد توضيح حقيقة أو قانون أو قاعدة أو نظرية أو تطبيقاتها في الحياة العملية باستخدام بعض وسائل الإيضاح مثل العينات والنماذج والصور والرسوم والأفلام والتجارب العملية إلى جانب الشرح الشفوي ) .
وقد أقر القرآن الكريم أسلوب التعلم بالعروض العملية في العديد من المواقف التعليمية الواردة في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى : { قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ، قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ، قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى ، وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ، فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } [سورة طه الآيات : 65 - 70] .

ماذا نستنج من الآيات السابقات ؟
 - هذا عرض عملي رائع حيث حشر الناس ضحى ، فالرؤية واضحة ، والسحرة يقفون في صف ، وموسى يقف في صف ، وتبارز موسى والسحرة ، فألقى السحرة أولاً ، ثم ألقى موسى ثانياً ، وظهر الحق أمام الجميع ، فهل رأيتم علماً تعليمياً / تعلمياً مثل هذا العلم ؟! وهل رأيتم عرضاً مثل هذا العرض العلمي في أي موقف تعليمي نعقده للمتعلمين ؟!
 - على المعلم المسلم أن يستفيد من الموقف التعليمي السابق ويتعلم العديد من الخصائص الجيدة للموقف التعليمي الناجح .

 - فقد كانت أهداف الموقف التعليمي بين موسى وفرعون واضحة ( إثبات نبوة موسى عليه الصلاة والسلام ، وأنه رسول رب العالمين ) .
 - وقد خطط سيدنا موسى للموقف تخطيطاً دقيقاً حيث حدد المكان والزمان { مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } .
 - جلس كل فريق في المكان المعد له ، سيدنا موسى في جانب وفرعون والناس والسحرة في جانب آخر .
 - وضوح الرؤية حتى يرى الجميع خطوات الموقف ونتائجه العلمية { وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } .
 - وضوح الصوت : { قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى } .
 - رؤية المتفاعلات في الموقف ( فلما ألقوا ) { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } .







الخاتمة :
من خلال الاستعراض السريع لموضوع التعلم والتعليم في القرآن الكريم والذي يبرز أهمية السعي لطلب العلم في جميع الأعمار ومراحل الحياة .
العلم خاصة في عصرنا الحاضر هو صمام الأمان بالنسبة للشعوب والأفراد يحميهم بإذن الله من التخلف الحضاري والفكري ، حيث أن للتعلم والتعليم غايات دينية ودنيوية ، تتصل بحياة الناس .
نحن الآن نعيش في عالم سريع التغير والتطور والعلم يغذي القلوب وينير العقول ويسعد النفوس .
ولم يتأتى ذلك إلا بالاهتمام بالتعلم والتعليم المبني على الشريعة الإسلامية الغراء ، العلم الذي يفيد البشر في الدنيا والآخرة ، وليس العلم الذي يسهم في تدمير الإنسان أو يعمل على القضاء على مكتسباته المادية أو المعنوية .

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق